%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84%20%D9%81%D9%87%D8%AF%20%D9%84%D8%A4%D9%8A%20%D8%B4%D9%82%D9%8A%D8%B1%20%D9%84%D8%A7%20%D9%8A%D8%AA%D9%84%D9%82%D9%89%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%AF%D9%85%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A9%20%D9%84%D8%A3%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9%20%D8%AA%D8%B1%D9%81%D8%B6%20%D8%AA%D8%B3%D8%AC%D9%8A%D9%84%D9%87%20%D8%B1%D8%B3%D9%85%D9%8A%D8%A7%D9%8B - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


الطفل فهد لؤي شقير
الطفل فهد لؤي شقير لا يتلقى الخدمة الطبية لأن الداخلية الإسرائيلية ترفض تسجيله رسمياً
مجدل شمس\الجولان - نبيه عويدات – 31\01\2009
يتم الطفل فهد لؤي شقير في 14\02\2009 عامه الأول، وهو غير قادر على تلقي الرعاية الطبية لأن الداخلية الإسرائيلية ترفض تسجيله لأسباب غير معروفة. إذا لم يتم تسجيله فإن الطفل قانونياً غير موجود، وهو لن يتمكن من دخول المدرسة. بعد مماطلات طويلة العائلة قررت التوجه للقضاء علّ ذلك يضع حداً لمعاناتهم.

لؤي فهد شقير ووعد سعيد الشاعر من مجدل شمس، تعرف أحدهما بالآخر أثناء دراستهما في كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق، فتزوجا وأنجبا طفلاً رائعاً أسمياه على اسم جده "فهد"، وعادا العام الماضي بعد إنهاء دراستهما إلى الجولان ومعهما طفلهما، لكن السلطات الإسرائيلية ترفض منذ ذلك الحين تسجيله رسمياً كمواطن من أبناء الجولان.

الزوجان لؤي ووعد شقير مع ابنهما فهد
ويروي الزوجان قصتهما، فيقول لؤي:
سافرت إلى دمشق في العام 2002 بهدف دراسة الهندسة المدنية، وهناك تعرفت إلى ابنة بلدتي وعد التي دخلت الكلية بعدي بعام واحد. في العام 2004 تزوجنا هنا أثناء العطلة الصيفية في الجولان، ثم عدنا بعد ذلك لمتابعة الدراسة في دمشق. في العام 2007 وعندما كنا هنا في المجدل كانت وعد حامل، وكانت تزور العيادة لمتابعة تطورات الحمل، وهي مسجلة هناك على أنها كانت حامل، وقد أجرت تصوير "أولترا ساوند" ويظهر فيه الجنين، وتلقت أوراقاً من العيادة ذكر فيها الموعد الذي ستضع فيه حملها.
قبل العودة إلى دمشق فكرت في أن أستبق أي مشاكل محتملة، فذهبت إلى مكتب الداخلية الإسرائيلية وأطلعتهم على الوضع، وسألتهم إذا كانت هناك حاجة لأي إجراءات أو أوراق أو ما شابه، فأجابوني بأنه ليست هناك حاجة لأي شيء، سوى إحضار شهادة الميلاد عند العودة.
في 14\02\2008 وضعت زوجتي حملها بسلام في إحدى مشافي دمشق ورزقنا بطفل أسميناه فهد، وتم تسجيله رسمياً في دفتر العائلة وحصل على شهادة ميلاد. وعندما أنهينا الدراسة وقررنا العودة إلى الجولان قدمنا طلباً إلى الصليب الأحمر الدولي وسجلنا فيه فهد، وحصلنا على تصريح من السلطات الإسرائيلية، عبر الصليب الأحمر، بالعودة مع الطفل، فعدنا عن طريق القنيطرة في 22\09\2008، وتم تسجيل الطفل على المعبر كما هو مطلوب.
وبعد اعتقادنا بأن كل شيء تم على ما يرام، تفاجأنا عند ذهابنا إلى مكتب الداخلية الإسرائيلية بعد فترة، لتسجيل فهد، برفضهم تسجيله رسمياً كمواطن من أبناء الجولان، دون أن تقدم لنا أية توضيحات.
وها نحن منذ أن عدنا نحاول مراراً وتكراراً، ولم نترك بابا إلا وطرقناه، وكان كل واحد منهم يرسلنا إلى الآخر، دون أن يقدم أحد منهم سبباً لماذا تتم معاملتنا بهذا الشكل. وبعد العديد من الطلبات طلب منا أخيراً السفر إلى عمان والحصول على توثيق رسمي من قبل السفارة السورية، ثم بعد ذلك الحصول على أوراق معينة من السفارة الإسرائيلية هناك. نحن نستعرب هذا الطلب، فالأوراق التي بحوزتنا مصدقة من قبل وزارة الخارجية السورية، وهي المسؤولة عن السفارة هناك، ثم قلنا لهم ما هي الأوراق التي يجب تصديقها في السفارة الإسرائيلية هناك، أعطونا هذه الأوراق لكي نقوم بتصديقها، فلم يعطونا أي أوراق.

بعد هذه المماطلات الغير مفهومة السبب، قررنا توكيل محام لمتابعة القضية قضائياً، فقمنا بتوكيل المحامي أبو الخير أبو جبل من جمعية المرصد العربي لحقوق الإنسان في الجولان، وهي مؤسسة تقدم خدماتها للمواطنين مجاناً ودون مقابل مالي.

والدة فهد، السيدة وعد تصف معاناة العائلة فتقول:
الطفل بحاجة لرعاية صحية، ونحن غير قادرين على تسجيله في أي عيادة، لأنه غير مسجل بصفة رسمية، وهذه مشكلة كبيرة جداً. نحن بحالة قلق دائم بأن يحدث أي عارض صحي لفهد لا سمح الله.
الطفل في هذه السن بحاجة إلى رعاية صحية وإشراف صحي بشكل دائم، ونحن غير قادرين على تأمين ذلك له.
فهد يعاني حالياً من حساسية معينة في منطقة الوجه، وهو بحاجة لإجراء فحوصات مخبرية، لم نتمكن من إجرائها حتى الآن، لأن الطفل غير مسجل.

لا يسعني هنا إلا أن أشكر الدكتور أكرم الصفدي الذي يقوم بمعاينة فهد عند الحاجة، ويتابع أموره الصحية، وهو يفعل ذلك دون مقابل مالي. كذلك الدكتور ناجي البطحيش يقدم لنا بعض الخدمات الطبية مجاناً. نود هنا أن نتقدم بالشكر الجزيل لهما ولكل الأطباء الآخرين الذين قدموا لنا المساعدة.